المحاور المتعددة الاختصاصات

تجمع المحاور المتعددة الاختصاصات الخمسة موضوعات متقاربة بين أعضاء الفرق الثلاثة وتسمح بتبادل الأفكار والمهارات بينهم. الهدف من هذه المحاور هو تغذية التبادل بين الفرق الاختصاصية.

Groupe d'études iraniennes de l'IREMAM

Photo © Reza Ahmad on Unsplash

التنسيق: هوما لسان-بزشكي، كاميل روني-كير

تجمع مجموعة الدراسات الإيرانية في IREMAM بين المعلمين الباحثين والباحثين وطلاب الماجستير والدكتوراه الذين يهتمون بالعالم الإيراني بالمعنى الواسع للكلمة. تهدف هذه المجموعة إلى جمع أنشطة البحث والدراسة حول العالم الإيراني في مجالات الفنون والآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في الأساس، ولكن أيضًا إلى تعزيز اللقاءات مع الباحثين من التخصصات الأخرى. وهو يستند ، من بين أمور أخرى ، إلى المجموعة الوثائقية المتاحة في غرفة الدراسة الإيرانية ، في IREMAM (مؤلفات باللغات الفارسية والعربية والتركية وباللغات الأوروبية) ، وكذلك في مكتبة MMSH وفي المكتبة الجامعية Fenouillères.

طلاب الدكتوراه: ماتيو كوك ، فيروزا مخمسوبيروفا ، يوان بارو.   

المشتركون : جيلان آلوم، فانسان بيرو، نوار بلبل، كمال شاشوا، جان فرانسوا ليجران ، فابيان لي هويرو، سيدريك باريزو، سابين بارتوش، ميشيل توشيرير.

ينظر هذا المحور في القضايا المنهجية والإبسيتيمولوجية حول استخدام الممارسات الاسكشافية والمبتكرة في أبحاث العلوم الإنسانية والاجتماعية. وقد خرج هذا التفكير إلى النور في IREMAM منذ ما يزيد عن العقد وتمحور حول الممارسات الوثائقية وفوائد الصور المعرفية. اتسع نطاق هذا التفكير بانفتاحه مؤخرا على التحديات التي تثيرها تعبئة الرقميات، بالإضافة إلى إدماج الممارسة الفنية في حقل البحث العلمي. شكلت الطفرة الرقمية إذن منعطفا ليس في الاستعمالات المجتمعية وحسب بل أيضا في ممارسات الباحثين، مما دفع هؤلاء إلى إعادة النظر في أساليب عملهم ومقولاتهم وتوجهاتهم النظرية وموضوعات بحوثهم وأشكال تصنيفاتهم وأُطر الحقول التخصصية. كذلك، فقد نتج عن دخول الممارسة الفنية ميدان البحث تغيرات ذات دلالة. وهو ما أثبتت أهميته الأعمال التجريبية التي أجريت في السنوات الخمس عشر الأخيرة وبخاصة في حقل الأنثروبولوجيا، في تعزيز الطروحات النقدية حول الأنماط والأدوات التي نحشدها من أجل الولوج إلى الواقع وبنائه.

أدى اعتماد الممارسات الرقمية في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية إلى تغيرات جمة فيما يتعلق بتجميع وإنتاج ومعالجة البيانات إضافة إلي بلورة أشكال جديدة من التعبير السردي والنشر. يرسي استخدام الرقميات علاقات تعاون تتسم دوما بالتنوع والتعدد، وهذا من شأنه تعدي الحد الفاصل ما بين العلوم الإنسانية والعلوم البحتة. ومن ثم يصبح من الملائم الحديث عن الدراسات الرقمية بدلا من الإنسانيات الرقمية، حيث أن الدراسات الرقمية لا تعني تفكيرا حول ما يفصل الاختصاصات وحسب بل أيضا حول العلاقات التعاونية التي تُنسج فيما بينها.

ويجمع هذا المحور في IREMAM عدة أنواع من النُهُج الاستكشافية: تشكيل قاعدة بيانات رقمية بغرض الاستفادة من مجموعة أرشيفات تاريخية؛ صياغة أنظمة عرض مرئي لبيانات شبكية؛ استكشاف أنماط نشر رقمية جديدة؛ اختبار قدرة تقنية الفيديو الترفيهي على توليد آليات وثائقية نقدية، إلخ. 

برامج البحث:

- أطلس الحدود المضاد، سيدريك باريزو. انطلاقا من مقاربة وليدة تقاطع البحث والفن والممارسة، يناقش هذا البرنامج التحولات التي طرأت على الحدود في القرن ال ٢١.

- صور وتخيلات،  فابيان لي هويرو. متابعة برنامج تصوير مناطق الجنوب.

- ممارسة تاريخية للشبكة العنكبوتية العالمية . إشكالية ومقاربة معرفية واستعمال أدوات لمادة موضوع من التاريخ الفوري، جان فرانسوا ليجران.

- أرشيفات رقمية من الأسكندرية العثمانية، جيلان آلوم. تحديث قاعدة بيانات وثائقية أُنشئت استنادا إلى فرز متسلسل لأرشيفات باللغة العربية تعود لمحكمة الأسكندرية في الفترة ما بين ١٥٥٠ و١٨٥٠. فهرسة أسماء الأعلام.

- أرشيفات يمنية، جوليات هونفو. فهرسة وتصوير رقمي لسجل محفوظات يعود لرجل الدولة أحمد نعمان، وسجل محفوظات سمعية يخص الثقافة الشفهية ويعود لفاطمة البيضاني.

- قاموس عربي-فرنسي لأفعال العريية المصرية (لهجة القاهرة)، إشراف كلود أوديبير، شراكة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية (IFAO/IREMAM).

- استغلال سجلي محفوظات أرسين رو ومارسو جاست (سالم شاكر). 

رغم تصنيف IREMAM ك"معمل متخصص في منطقة ثقافية"، إلا أنه كان دوما يعطي الأولوية للتفكير في ظروف إنتاج المعرفة في مجال العلوم الاجتماعية في وحول المجتمعات العربية والإسلامية. في إطار هذه الرؤية، يشغل هذا المحورذو الاختصاصات المتعددة مساحة مشتركة بين الفروق الاختصاصية الثلاثة في IREMAM، إذ يرمي إلى دعم بروز مسارات بحثية جديدة وممارسات مبتكرة. وعطفا على ما سبق، ينصب تركيزه على استكشاف ثلاث موضوعات رئيسية ألا وهي: التاريخ الأدبي وهيكلة حقول المعرفة وأخيرا تشكيل الأرشيفات ومفهوم التراث.

* يولي هذا المحور اهتماما خاصا بمسائل "النهضات" المختلفة التي تواترت منذ القرن ال ١٩ في الفضاء العثماني، فهو يسعي من منظور مقارن لاستعراض الحالة الراهنة للقراءات النقدية الخاصة بالتواريخ الأدبية الوطنية. صاحبت هذه المقاربات النقدية تشكيل آداب وطنية كانت قد تأثرت سلفا بعلاقات السيطرة الإمبريالية والتنافس الإقليمي بالإضافة إلى تأثيرات الإيديولوجيات العالمية والقومية. وتجدر الإشارة إلى أن فترة التسعينيات كانت قد شهدت عدة تحولات كتراجع الإيديولوجيات العالمية وإعادة تكوين الفضاءات الوطنية وانتشار النموذج الاقتصادي الليبرالي وتصاعد حركات الهجرة أو المنفي الاختياري التي أعادت بلورة فضاءات سياسية متأزمة. وقد تمخضت هذه التغيرات عن قراءة نقدية لتاريخ هذه "النهضات" الوطنية في كل مكان تقريبا، وذلك في مجال الإبداع (ممثلا في بزوغ أجيال جديدة من الكتاب والفنانين) وأيضا في الحقل الأكاديمي (مع صعود نقاد ومؤرخي الأدب والثقافة).

* كذلك، يناقش هذا المحور الدور الذي تلعبه الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبشكل خاص الصراعات، في بناء الحقول المعرفية والثقافية في المجتمعات محل الدراسة. وتتراءى لنا الأهمية الخاصة التي تكتسيها هذه الإشكالية في الشرق الأوسط والمنطقة المغاربية حيث تترسخ الصراعات جليا في بيئتهما. إلا أن هذا التفكير لا يقتصر على الأحداث الجارية، فقد أدرجناه في مدى زمني طويل ما يعني أننا بصدد فهم كيف أن الحرب تفرض نفسها كسياق تأطيري مؤثر في تاريخ المجتمعات السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي. تحظي أيضا باهتمام هذا المحور الممارسات التذكارية (السير الذاتية والمذكرات) والجهود الذاتية في مجال حفظ الوثائق بمختلف أنواعها. ما هي استراتيجيات حفظ الأرشيفات الخاصة المعرضة لمخاطر ما تفرخه ظروف الصراعات ؟ كيف تتأثر محتويات المحفوظات الشخصية وعملية أرشفة الوثائق الخاصة ؟ كذلك، من النقاط المحورية التي تستدعي التفكير بشأنها قيام مالكي الوثائق باستبعاد التعامل مع المؤسسات الحكومية الوطنية، في حين يطلبون دعم هيئات أجنبية كي تتولي حفظ ما هو بحوزتهم.

البرامج البحثية والحلقة الدراسية:

- نهضات أدبية متوسطية. تنسيق: ريشار جاكمون وستيفان باكيه (CIELAM).

- علوم اجتماعية وصراعات. تنسيق: مريم كاتوس، كانديس ريمون وفرانسوا سينو.

- أرض وميادين وتخصصات: سياقات القطيعة والاستمرارية عبر الأجيال في العلوم الإنسانية والاجتماعية في الجزائر (ما بين القرنين ال١٩ وال٢١).  تنسيق: كمال شاشوا.

- أرشيفات غير حكومية وشهادات وعلوم اجتماعية. تنسيق: جوليات هونفو ونيكولا ميشيل. شراكة المعهد الفرنسي للشرق الأدنى (IREMAM/(IFPO.

- وثائق باللغات الشرقية للحملة الفرنسية في مصر لدى القسم التاريخي بوزارة الدفاع الفرنسية (SHD) بمدينة  فينسين. تنسيق: ميشيل توشيرير.

- حلقة دراسية أقلت المنطقة المغاربية ؟ تنسيق: كاتيا بواسفى، أوريليا دوسار، سيلفي مازيلا.

école-Alger-ANOM

Photo : Alger, une école arabe © ANOM 


التنسيق: جوليات هونفو، كريستين موسار.

المشتركون: فانيسا غينو، جولييت هونفو، فرانسواز لورسيري، كريستين موسار، كلويه بيليجريني، فرانسوا سينو.

يدعو هذا المحور إلى التعمق في موضوعات بحثية جديدة مرتبطة بأساليب نقل المعارف والتعلم ليس فقط في الفضاء العربي والإسلامي، بل وفي المهاجر التي يعيش فيها  المنحدرون من هذا الفضاء وفيها يشكلون أقليات. وفي إطار خصوصيات هذا الفضاء، يأتي فهم ومعالجة السياسات التعليمية والممارسات التربوية ومقاربات التعلم والمحتويات الدراسية المقررة وتلك التي يتم تحصيلها فعليا، بالإضافة إلى أماكن وظروف عمليات التدريس والتعلم والأطراف الفاعلة فيها.

يهدف سمينار البحث الشهري إلى جمع  الأبحاث المتعلقة بالتربية والتي يقوم بها باحثون من مختلف فروق IREMAM (التاريخ والإسلاميات، اللغات وآدابها واللسانيات) من معامل أخرى. وتتفاعل أسئلة البحث التي يتم تناولها خلال هذا السمينار مع أحدث نتائج الأبحاث التاريخية، وكذلك مع احتياجات جماعة معلمي مديرية آكس ـمارسيليا التعليمية.
وتسمح المدونة البحثية بالاطلاع على النشاطات والفعاليات العلمية التي يقوم بها الباحثون المشتركون في هذا المحور.    

المشتركون : سعيد بلقيدوم، فانسان بيرو، نوار بلبل، كمال شاشوا، أوريليا دوسار، جوليات هونفو، ريشار جاكمون، كريستين موسار، سيدريك باريزو، كاميل رونيه-كير، إيريس سيري-هيرش، فرانسوا سينو، كاميل فيندريس.

يهتم IREMAM منذ نشأته بما يطرأ من تحولات على أشكال تنقل الأفراد (مهاجرون وسياح وتجار وغيرهم) والتقنيات (السياسية والقانونية والأمنية إلخ) والبضائع في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وعبر حوض المتوسط. يناقش هذا المحور البحثي الطريقة التي تساهم بها التغيرات في التنقلات المعاصرة في إعادة تشكيل الفضاءات وآليات الضبط  والحدود التي تعبرها هذه التنقلات.
تطور أنماط ومسارات الهجرة في هذه المنطقة منذ الألفية الجديدة لم يولد فقط ردود أفعال سياسية وأمنية على نطاق الدول الأوروبية لدرجة تقويض التوازنات السياسية والاجتماعية القائمة داخل فضاء شنجن. ففي دول جنوب وشرق المتوسط (المغرب، الجزائر، تونس، مصر، إسرائيل، تركيا، المملكة العربية السعودية، إلخ)، استُحدثت نُظُم لتدريع الحدود بالتوازي مع تعديل الأطر القانونية والتشريعية بجعلها أكثر تقييدا. فقد عمدت الدول المغاربية والشرق أوسطية إلى إصلاح تشريعات كانت بقيت على حالها منذ صدورها إبان الاستقلال، في إجراء لم يطل عبور الحدود فحسب بل شمل أيضا التجنيس. ومن منظور مماثل، ساهمت العولمة الشاملة للتبادلات والصراعات الوليدة من رحم الربيع العربي في إعادة توجيه شبكات التجار. وسواء كانت هذه التبادلات بغرض نقل منتجات للاستهلاك اليومي قادمة من الصين إلى الشرق الأوسط والمنطقة المغاربية أو تهريب المشتقات البترولية إلى أسواق أسيا وأوروبا وأمريكا، فقد كان لها دور مؤكد في إعادة تنظيم الطرق التجارية والفضاءات الاقتصادية بالإضافة إلى المراكز الحضرية في بعض دول المنطقة.

قد أثرَت منذ قليل أعمال المؤرخين والباحثين في الدراسات الثقافية حقل البحث حول التنقلات في IREMAM. إذ انخرط المؤرخون مستندين إلى أبحاثهم الخاصة منذ عام ٢٠١٥ في مناقشة الأطروحات المستجدة من علم التاريخ حول العولمة و"التواريخ المتصلة"، الأمر الذي حدا بهم إلى وضع مسألة الانتقالات في صلب تساؤلاتهم حول الدولة والحدود في عصور مختلفة وفي ميادين بحثية قلما تم اختبارها من قبل في هذا الشأن، أو قلما تم مقاربتها من منظور مقارن (الإمبراطوريات الفرنسية والإنجليزية والعثمانية، أفريقيا، أوروبا، أوقيانوسيا، المشرق العربي..). جاء تجدد الاهتمام بسيرة التنقل مصحوبا بالتشكيك في تاريخ متصل كثيرا ما انفصل عن التاريخ الاجتماعي. تساؤلات الباحثين خاضت أيضا في أهمية التاريخ المتصل - وكل ما يتم تبادله عموما- في فضاءات متصلة بالفعل فيما بينها مثلما هو الحال في منطقة حوض المتوسط في العصر الحديث. في السياق ذاته، تساءل هؤلاء الباحثون أخيرا عن إسهام التاريخ المتصل، كمفهوم صاغه علم التاريخ الحديث، في فهم أوضاع التاريخ المعاصر. وتتحاور هذه الأبحاث مع أخرى من نتاج الباحثين في حقل الدراسات الثقافية، والذين يدرسون أثار حركة  النصوص والأعمال، خصوصا حركة الترجمات، على تكوين وتحول الثقافات القومية في منطقة المتوسط.

انطلاقا من منظور يكرس جديا تعددية التخصصات، يعمل هذا المحور على تضافر مقاربات من الدراسات الثقافية وعلم الاجتماع والأنتروبولوجيا والقانون والعلوم السياسية كما يضم إليها مقاربات من الأوساط الفنية والمهنية (موظفو الجمارك ، العسكريون، الصناعيون، أعضاء المنظمات غير الحكومية وغيرهم). فالهدف من ثم مزدوج: إذ يتعلق الأمر من ناحية بالاعتماد على تكامل المعارف من أجل سبر أغوار موضوع يزداد دوما تعقيدا ودينامية، ومن ناحية أخرى بالاستفادة من مقارنة ممارسات وآفاق مختلفة  في خطوة من شأنها استخلاص مسارات بحث جديدة.

برامج البحث:

انتقالات وفضاءات ونُظُم ضبط

المشتركون : سعيد بلقيدوم، فانسان بيرو، نوار بلبل، كمال شاشوا، أوريليا دوسار، جوليات هونفو، ريشار جاكمون، كريستين موسار، سيدريك باريزو، كاميل رونيه-كير، إيريس سيري-هيرش، فرانسوا سينو، كاميل فيندريس.

يهتم IREMAM منذ نشأته بما يطرأ من تحولات على أشكال تنقل الأفراد (مهاجرون وسياح وتجار وغيرهم) والتقنيات (السياسية والقانونية والأمنية إلخ) والبضائع في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وعبر حوض المتوسط. يناقش هذا المحور البحثي الطريقة التي تساهم بها التغيرات في التنقلات المعاصرة في إعادة تشكيل الفضاءات وآليات الضبط  والحدود التي تعبرها هذه التنقلات.
تطور أنماط ومسارات الهجرة في هذه المنطقة منذ الألفية الجديدة لم يولد فقط ردود أفعال سياسية وأمنية على نطاق الدول الأوروبية لدرجة تقويض التوازنات السياسية والاجتماعية القائمة داخل فضاء شنجن. ففي دول جنوب وشرق المتوسط (المغرب، الجزائر، تونس، مصر، إسرائيل، تركيا، المملكة العربية السعودية، إلخ)، استُحدثت نُظُم لتدريع الحدود بالتوازي مع تعديل الأطر القانونية والتشريعية بجعلها أكثر تقييدا. فقد عمدت الدول المغاربية والشرق أوسطية إلى إصلاح تشريعات كانت بقيت على حالها منذ صدورها إبان الاستقلال، في إجراء لم يطل عبور الحدود فحسب بل شمل أيضا التجنيس. ومن منظور مماثل، ساهمت العولمة الشاملة للتبادلات والصراعات الوليدة من رحم الربيع العربي في إعادة توجيه شبكات التجار. وسواء كانت هذه التبادلات بغرض نقل منتجات للاستهلاك اليومي قادمة من الصين إلى الشرق الأوسط والمنطقة المغاربية أو تهريب المشتقات البترولية إلى أسواق أسيا وأوروبا وأمريكا، فقد كان لها دور مؤكد في إعادة تنظيم الطرق التجارية والفضاءات الاقتصادية بالإضافة إلى المراكز الحضرية في بعض دول المنطقة.

قد أثرَت منذ قليل أعمال المؤرخين والباحثين في الدراسات الثقافية حقل البحث حول التنقلات في IREMAM. إذ انخرط المؤرخون مستندين إلى أبحاثهم الخاصة منذ عام ٢٠١٥ في مناقشة الأطروحات المستجدة من علم التاريخ حول العولمة و"التواريخ المتصلة"، الأمر الذي حدا بهم إلى وضع مسألة الانتقالات في صلب تساؤلاتهم حول الدولة والحدود في عصور مختلفة وفي ميادين بحثية قلما تم اختبارها من قبل في هذا الشأن، أو قلما تم مقاربتها من منظور مقارن (الإمبراطوريات الفرنسية والإنجليزية والعثمانية، أفريقيا، أوروبا، أوقيانوسيا، المشرق العربي..). جاء تجدد الاهتمام بسيرة التنقل مصحوبا بالتشكيك في تاريخ متصل كثيرا ما انفصل عن التاريخ الاجتماعي. تساؤلات الباحثين خاضت أيضا في أهمية التاريخ المتصل - وكل ما يتم تبادله عموما- في فضاءات متصلة بالفعل فيما بينها مثلما هو الحال في منطقة حوض المتوسط في العصر الحديث. في السياق ذاته، تساءل هؤلاء الباحثون أخيرا عن إسهام التاريخ المتصل، كمفهوم صاغه علم التاريخ الحديث، في فهم أوضاع التاريخ المعاصر. وتتحاور هذه الأبحاث مع أخرى من نتاج الباحثين في حقل الدراسات الثقافية، والذين يدرسون أثار حركة  النصوص والأعمال، خصوصا حركة الترجمات، على تكوين وتحول الثقافات القومية في منطقة المتوسط.

انطلاقا من منظور يكرس جديا تعددية التخصصات، يعمل هذا المحور على تضافر مقاربات من الدراسات الثقافية وعلم الاجتماع والأنتروبولوجيا والقانون والعلوم السياسية كما يضم إليها مقاربات من الأوساط الفنية والمهنية (موظفو الجمارك ، العسكريون، الصناعيون، أعضاء المنظمات غير الحكومية وغيرهم). فالهدف من ثم مزدوج: إذ يتعلق الأمر من ناحية بالاعتماد على تكامل المعارف من أجل سبر أغوار موضوع يزداد دوما تعقيدا ودينامية، ومن ناحية أخرى بالاستفادة من مقارنة ممارسات وآفاق مختلفة  في خطوة من شأنها استخلاص مسارات بحث جديدة.

برامج البحث:

ـ أطلس الحدود المضاد – LabexMed, IMéRA, LAMES, Ecole Supérieure d'Art d’Aix-en-Provence, LEST, PACTE (Universités de Grenoble/CNRS,). تنسيق: سيدريك باريزو.

- MIGRINTERACT (صناعة قانون الهجرات في العالم المغاربي)، برنامج عمل ماري كوري، المفوضية الأوروبية. تنسيق: دلفين بيران.

- MONDISMAG - PHC Maghreb  (إتفاق شراكة هوبر كوريان مغرب). تنسيق: سعيد بلقيدوم ، أوليفيه بلييز (LISST). متابعة البرنامج الذي أطلق عام ٢٠١٦ حول انتقال الممتلكات والأفراد بين أسيا والمنطقة المغاربية وأوروبا.

- حركة المعارف والنصوص في منطقة المتوسط. تنسيق: ريشار جاكمون (IREMAM/مؤسسة عبد العزيز آل سعود).

- الترجمة وحركة الأفكار في العلوم الاجتماعية. تنسيق: كمال شاشوا (IREMAM/CNRPAH/CRASC).